موسوعة المحتوى الإسلامي المترجم

المنهج لمريد الحج والعمرة (الإصدار الأول)

المنهج لـمريد العمرة والحجّ

*

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدّمة

الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله صلّى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدّين وسلّم تسليمًا، أما بعد:

فإنّ الحجّ من أفضل العبادات وأجلّ الطاعات؛ لأنّه أحد أركان الإسلام الذي بعث الله به محمدًا صلى الله عليه وسلم، والتي لا يستقيم دين العبد إلا بها.

ول‍مّا كانت العبادة لا يستقيم التّقرّب بها إلى الله ولا تكون مقبولةً إلا بأمرين:

أحدهما: الإخلاص لله عز وجل؛ بأن يقصد بها وجه الله والدّار الآخرة، لا يقصد بها رياءً ولا سمعةً.

الثاني: اتّباع النّبيّ صلى الله عليه وسلم فيها قولًا وفعلًا؛ والاتّباع للنبيّ صلى الله عليه وسلم لا يمكن تحقيقه إلا بمعرفة سنّة النبيّ صلى الله عليه وسلم، لذلك كان لا بدّ لمن أراد تحقيق الاتّباع أن يتعلّم سنّته صلى الله عليه وسلم؛ بأن يتلقّاها من أهل العلم بها؛ إمّا بطريق المكاتبة أو بطريق المشافهة، وكان من واجب أهل العلم الذّين ورثوا النّبيّ صلى الله عليه وسلم وخلفوه في أمّته أن يطبّقوا عباداتهم وأخلاقهم ومعاملاتهم على ما علموه من سنّة نبيّهم صلى الله عليه وسلم، وأن يبلّغوا ذلك إلى الأمّة ويدعوهم إليه؛ ليتحقّق ل‍هم ميراث النّبيّ صلى الله عليه وسلم علمًا وعملًا، وتبليغًا ودعوةً، وليكونوا من الرّابحين الذين آمنوا وعملوا الصالحات، وتواصوا بالحقّ وتواصوا بالصّبر.

وهذه خلاصةٌ فيما يتعلّق بمناسك الحجّ والعمرة، مشيت فيها على ما أعرفه من نصوص الكتاب والسّنّة، راجيًا من الله تعالى أن تكون خالصةً له، نافعةً لعباده.

المؤلف

*

آداب السّفر

ينبغي لمن خرج إلى الحجّ أو غيره من العبادات أن يستحضر نيّة التّقرّب إلى الله تعالى في جميع أحواله؛ لتكون أقواله وأفعاله ونفقاته مقربةً له إلى الله تعالى، ف ـ«إنمّا الأعمال بالنّيّات، وإنّما لكلّ امرئٍ ما نوى».

وينبغي أن يتخلّق بالأخلاق الفاضلة، مثل: الكرم والسّماحة والشّهامة، والانبساط إلى رفقته وإعانتهم بالمال والبدن، وإدخال السّرور عليهم، هذا بالإضافة إلى قيامه بما أوجب الله عليه من العبادات واجتناب المحرّمات.

وينبغي أن يكثر من النّفقة ومتاع السّفر، ويستصحب فوق حاجته من ذلك؛ احتياطًا ل‍ما يعرض من الحاجات.

وينبغي أن يقول عند سفره وفي سفره ما ورد عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك:

1- إذا وضع رجله على مركوبه قال: «بسم الله».

فإذا استقرّ عليه، فليذكر نعمة الله على عباده بتيسير المركوبات المتنوّعة، ثم ليقل: «الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر،