موسوعة المحتوى الإسلامي المترجم

أنا مسلم

أَنَا مُسْلِمٌ[1]

بقلم د.  محمد بن إبراهيم الحمد

أنا مسلمٌ، وذلك يعني أن ديني هو الإسلام، والإسلامُ كلمةٌ عظيمةٌ مقدَّسةٌ توارثها الأنبياءُ - عليهم السلام- من أولهم إلى آخرهم؛ وهذه الكلمةُ تحمل معانيَ ساميةً وقِيَمًا عظيمةً؛ فهي تعنيْ الاستسلامَ، والانقياد والطاعةَ للخالق، وتعني السلامَ، والسِّلْمَ، والسعادةَ، والأمانَ، والراحةَ للفرد والمجموع.

ولهذا كانت كلماتُ السلامِ والإسلام من أكثر الكلمات وروداً في شريعة الإسلام؛ فالسلام اسمٌ من أسماء الله، وتحيةُ المسلمين فيما بينهم هي السلام، وتحيةُ أهل الجنة (سلام)، والمسلمُ حقًّا من سَلِمَ المسلمون من لسانِه ويدِه؛ فالإسلامُ دينُ الخير للناس جميعًا؛ فهو يَسَعُهُم، وهو طريقُ سعادتهم في الدنيا والآخرة؛ ولهذا جاء خاتمًا شاملاً واسعًا واضحًا مفتوحًا لكل أحد لا يميز عِرْقاً على عِرْق، ولا لوناً على لون، بل ينظر للناس نظرةً واحدةً، ولا يتميز أحدٌ في الإسلام إلا بقدر أخذه بتعاليمه.

ولهذا تَقْبَلُه جميعُ النفوس السويَّة؛ لأنه موافقٌ للفِطْرة؛ فكلُّ إنسانٍ يولد مفطورًا على الخير، والعدل، والحرية، محبًّا لربه، مقرًّا بأنه المعبودُ المستحق للعبادة وحده دون من سواه؛ ولا ينصرف عن هذه الفِطْرَةِ أحدٌ إلا بصارفٍ يُغيِّرها، وهذا الدين ارتضاه للناس خالقُ الناس، وربُّهم، ومعبودُهم.

وديني الإسلام يعلمني أنني سأعيشُ في هذه الدنيا، وبعد موتي سأنتقل إلى دارٍ أخرى، وهي دارُ البقاءِ التي يكون مصيرُ الناس فيها إما إلى جنة أو إلى نار.

وديني الإسلام يأمرني بأوامرَ وينهاني عن نواهٍ؛ فإذا قُمْتُ بتلك الأوامرِ، واجتنبتُ تلك النواهيَ سَعُدْتُ في الدنيا والآخرة، وإذا فَرَّطتُ فيها حَصَلَتِ الشقاوة في الدنيا والآخرة بقدر تفريطي وتقصيري.

وأعظم ما أمرني به الإسلامُ توحيدُ اللهِ؛ فأنا أشهد، وأعتقد اعتقاداً جازماً أن الله خالقي، ومعبودي؛ فلا أعبد إلا الله؛ حبًّا له، وخوفًا من عقابه، ورجاءً لثوابه، وتوكلاً عليه، وذلك التوحيد يتمثل بالشهادة لله بالوحدانية، ولنبيه محمد e بالرسالة؛ فمحمد هو خاتم الأنبياء؛ أرسَلَهُ اللهُ رحمةً للعالمين، وختم به النبوةَ والرسالاتِ؛ فلا نبيَّ بعده، وقد جاء بدينٍ عام صالحٍ لكل زمانٍ، ومكانٍ، وأمةٍ.

وديني يأمرني أمراً جازمًا بالإيمانِ بالملائكةِ، وجميعِ الرسل، وعلى رأسهم نوحٌ، وإبراهيمُ، وموسى، وعيسى ومحمدٌ - عليهم السلام - .

ويأمرني بالإيمانِ بالكتبِ السماوية التي أُنزِلت على الرسل، واتِّبَاعِ آخرِها، وخاتَمِها، وأعظمها وهو (القرآن الكريم).

وديني يأمرني بالإيمان باليوم الآخر؛ الذي يجازَى فيه الناسُ على أعمالهم، ويأمرني بالإيمانِ بالقدرِ، والرضا بما يكون لي في هذه الحياة من خير وشر، والسعيِ في الأخذِ بأسبابِ النجاة.

والإيمان بالقدر يمنحني الراحة، والطمأنينة، والصبر، وترك التحسر على ما فات؛ لأنني أعلَم علم اليقين أن ما أصابني لم يكن ليخطئني، وما أخطأني لم يكن ليصيبني؛ فكل شيء مقدرٌ ومكتوب من الله وما عليَّ إلا الأخذُ بالأسبابِ، والرضا بما يكون بعد ذلك.

والإسلامُ يأمرني بما يزكِّي روحي من الأعمال الصالحة، والأخلاقِ العظيمة التي ترضي ربي، وتطهر نفسي، وتسعد قلبي، وتشرح صدري، وتنير طريقي، وتجعلني عضواً نافعاً في المجتمع.

وأعظمُ تلك الأعمالِ: توحيدُ الله، وإقامةُ الصلواتِ الخمسِ في اليومِ والليلةِ، وأداءُ زكاةِ المال، وصومُ شهرٍ في السنة، وهو شهرُ رمضانَ، وحجُّ البيت الحرام في مكة لمن استطاع الحجَّ.

ومن أعظم ما أرشدني إليه ديني مما يشرح الصدر كثرةُ قراءة القرآن الذي هو كلام الله، وأصدق الحديث، وأجمل الكلام وأعظمه، وأفخمه المشتمل على علوم الأولين والآخرين؛ فقراءته أو الاستماع إليه تدخل السكينةَ والراحةَ والسعادةَ في القلب، ولو كان القارئُ أو المستمع لا يحسن العربية أو غير مسلم.

ومن أعظم ما يشرح الصدر كثرة دعاء الله، واللجوء إليه، وسؤاله كل صغيرة وكبيرة؛ فالله يجيب من دعاه وأخلص العبادة له.

[1] كلمة كُتِبَتْ للتعريف بالإسلام.