موسوعة المحتوى الإسلامي المترجم

متن أبي شجاع - برنامج العلم الميسر

الفِقْهُ الشَّافِعِيُّ

مَتْنُ أَبِي شُجَاعٍ المُسَمَّى

الغَايَةَ والتَّقْرِيبَ

المُؤَلِفُ: أَحْمَدُ بِنُ الحُسَينِ بنِ أَحْمَدِ، أَبُو شُجَاعٍ، شِهَابُ الدَّينِ أَبُو الطَّيبِ الأَصْفَهَانَي (المُتَوَفَّى: 593هـ)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

مُقَدِمَة:

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيدْنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ، وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ، وَصَحَابَتِهِ أَجْمَعِينَ.

قَالَ القَاضِي أَبُو شُجَاعٍ أَحْمَدُ بِنُ الحُسَينِ بنِ أَحْمَدٍ الأَصْفَهَانَي -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-:

سَأَلَنِي بَعْضُ الأَصْدِقَاءِ -حَفِظَهُمُ اللهُ تَعَالَى- أَنْ أَعْمَلَ مُخْتَصَرَاً فِي الفِقْهِ عَلَى مَذْهَبِ الإِمَامِ الشَّافِعِيِّ -رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ وَرِضْوَانُهُ- فِي غَايَةِ الاِخْتصَارِ، وَنِهَايَةِ الإِيجَازِ؛ لِيَقْرُب عَلَى المُتَعَلِّمِ دَرْسُهُ، وَيَسْهُل عَلَى المُبٍتَدِئ حِفْظُهُ، وَأَنْ أُكْثِرَ مِن التَّقْسِيمَاتِ، وَحَصْرِ الخِصَالِ، فَأَجَبْتُهُ إَلَى ذَلِكَ؛ طَالَبَاً لِلثَّوَابِ، رَاغِبَاً إِلَى اللهِ تَعَالَى فِي التَّوفِيقِ لِلصَّوَابِ، إِنَّهُ عَلَى مَا يَشَاءُ قَدِيرٌ، وَبِعِبَادِهِ لَطِيفٌ خَبِيرٌ.

الدَّرْسُ الْأَوَّلُ

كتاب الطهارة

أَنْوَاعُ المِياه

الْمِيَاهُ الَّتِي يَجُوزُ التَّطْهِيرُ بهَا سَبْعُ مِياهٍ، مَاءُ السَّمَاءِ، ومَاءُ الْبَحْرِ، ومَاءُ النَّهرِ، ومَاءُ الْبِئْرِ، ومَاءُ الْعَينِ، ومَاءُ الثَّلجِ، ومَاءُ الْبَرَدِ.

ثمَّ الْمِيَاه عَلَى أَرْبَعَةِ أَقسَامٍ:

أَحَدُهَا: طَاهِرٌ مُطَهِّرٌ، غيرُ مَكْرُوهٍ، وَهُوَ المَاءُ الْمُطلقُ،

وطَاهِرٌ مُطَهِرٌ مًكْرُوهٌ، وَهُو الماءُ المُشَمَّسُ، وطَاهِرٌ غَيرُ مُطَهرٌ، وَهُوَ الْمُسْتَعْملُ، وَالْمُتَغَيّرُ بِمَا خَالَطَهُ مِن الطَاهِرَاتِ، ومَاءٌ نَجِسٌ، وَهُوَ الَّذِي حلت فِيهِ نَجَاسَة، وَهُوَ دُونَ الْقلَّتَيْنِ، أَو كَانَ كَثِيراً فَتَغيَّر، وَالقُلَتَانِ خَمْسمِائَة رَطْلٍ بِالبَغْدَادِي تَقْرِيباً فِي الْأَصَحٍ.

الدَّرْسُ الثَّانِي

(فَصْلٌ) مَا يُطَهِّرُ الدِّبَاغُ:

وجلودُ الْميتَةِ تطْهُرُ باِلدِّبَاغِ إِلَّا جِلْدَ الْكَلْبِ وَالْخِنْزِيرِ، ومَا تَوَلَّدَ مِنْهُمَا أَوْ مِنْ أَحَدِهِمَا، وَعَظْمُ الْميتَةِ وَشَعْرُهَا نَجِسٌ إلَّا الآدميّ.

فَصْلٌ: وَلَا يَجُوزُ اسْتِعْمَالُ أَوَانِي الذَّهَبِ والْفضةِ، وَيَجُوزُ استِعْمَالُ غَيرِهِمَا مِن الأَوَانِي.

الدَّرْسُ الثَّالِثُ

(فَصْلٌ) السِّوَاكُ:

والسِّوَاكُ مُسْتَحَبٌ فِي كُلِّ حَالٍ، إِلَّا بَعْدَ الزَّوَالِ لِلصَّائِمِ، وَهُوَ فِي ثَلَاثَةِ مَوَاضِعٍ أَشَدُّ استحْبَابَاً: عِنْدَ تَغَيُّرِ الفمِ مِن أَزَمٍ وَغَيرِهِ، وَعِندَ القِيَامِ مِن النَّوْمِ، وَعِنْدَ القِيامِ إِلى الصَّلَاةِ.

الدَّرْسُ الرَّابِعُ

(فَصْلٌ) الوَضُوءِ:

فَرَائِضُ الوَضُوءِ:

وَفُرُوضُ الوَضُوءِ سِتَةُ أَشْياءِ: النَّيةُ عِنْدَ غَسْلِ الوَجْهِ، وَغَسْلُ الوَجْهِ، وَغَسْلُ اليَدَينِ إِلى المَرْفِقَينِ، وَمَسْحُ بَعْضِ الرَّأْسِ، وَغَسْلُ الرَّجْلَينِ إِلى الْكَعْبيَّنِ، وَالتَرْتَيبُ عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ.

الدَّرْسُ الْخَامِسُ

سُنَنُ الوَضُوءِ:

وَسُنَنُهُ عَشَرَةُ أَشْيَاءِ: التَّسْمِيَةُ، وَغَسْلُ الْكَفينِ قَبْلَ إِدْخَالَهُمَا الإِنَاءَ، وَالمَضْمَضَةُ، وَالاسْتِنْشَاقُ، وَمَسْحُ جَمِيعِ الرَّأْسِ، وَمَسْحُ الأُذْنَينِ ظَاهِرُهُمَا وَبَاطِنِهِمَا بِمَاءٍ جَدِيدٍ، وَتَخْلِيلُ اللحِيَّةِ الكثَّةِ، وَتَخْلِيلُ أَصَابِعِ اليَدَينِ وَالرِّجْلَينِ، وَتَقْدِيمُ اليُمْنَى عَلَى اليُسْرَى، وَالطَّهَارَةُ ثَلاَثاً ثَلاثَاً، وَالمُوَالَاةُ.

الدَّرْسُ السَّادِسُ

(فَصْلٌ) الِاسْتِطَابَةِ:

والاسْتِنْجَاءُ وَاجِبٌ مِن البَوْلِ وَالغَائِطِ، وَالأَفْضَلُ أَنْ يَسْتَنْجيَ بِالأَحْجَارِ، ثُمَّ يُتْبِعُهًا بِالمَاءِ، وَيَجُوزُ أَنْ يَقْتَصِرَ عَلَى المَاءِ، أَوْ عَلَى ثَلاثَةِ أَحْجَارِ، يًنْقِي بِهِنَّ المَحَلَّ، فَإِذَا أَرَادَ الاقْتِصَارَ عَلَى أَحْدِهِمَا، فَالمَاءُ أَفْضَلُ.

الدَّرْسُ السَّابِعُ

آَدَابُ قَاضِي الحَاجَةِ:

يَجْتَنِبُ اسْتِقْبَالَ القِبْلَةِ، وَاسْتِدْبَارَهَا فِي الصَّحْرَاءِ، وَيَجْتَنِبُ البَوْلَ وَالغَائِطَ فِي المَاءِ الرَّاكِدِ، وَتَحْتَ الشَّجَرَةِ المًثْمِرَةِ، وَفِي الطَّرِيقِ، وَالظَّلِ، وَالثَّقْبِ، وَلا يَتَكَلَّمُ عَلَى البَوْلِ وَالغَائِظِ، وَلا يَسْتَقْبِلُ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ، وَلا يَسْتَدْبِرُهُمَا.