موسوعة المحتوى الإسلامي المترجم

نبذة في العقيدة الإسلامية (الإصدار الثاني)

نبذةٌ في العقيدة الإسلاميّة

بقلم فضيلة الشّيخ العلّامة

محمّد بن صالحٍ العثيمين

غفر الله له ولوالديه وللمسلمين

*

بسم الله الرحمن الرحيم

مقــدّمــــةٌ

*

إنّ الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله، صلّى الله عليه، وعلى آله، وأصحابه، ومن تبعهم بإحسانٍ، وسلّم تسليمًا.

أما بعد: فإنّ (علم التّوحيد) أشرف العلوم، وأجلّها قدرًا، وأوجبها مطلبًا؛ لأنّه العلم بالله تعالى، وأسمائه، وصفاته، وحقوقه على عباده، ولأنّه مفتاح الطّريق إلى الله تعالى، وأساس شرائعه.

ولذا: أجمعت الرّسل على الدّعوة إليه، قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُون} [الأنبياء:25].

وشهد لنفسه تعالى بالوحدانيّة، وشهد بها له ملائكته، وأهل العلم، قال الله تعالى: {شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَائِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم} [آل عمران:18].

ولمّا كان هذا شأن التّوحيد كان لزامًا على كلّ مسلمٍ أن يعتني به تعلّمًا، وتعليمًا، وتدبّرًا، واعتقادًا؛ ليبني دينه على أساسٍ سليمٍ، واطمئنانٍ وتسليمٍ؛ حتّى يسعد بثمراته، ونتائجه.

والله وليّ التّوفيق

المؤلّف

*

الدّين الإسلاميّ

الدّين الإسلاميّ: هو الدّين الّذي بعث الله به محمّدًا صلى الله عليه وسلم وختم الله به الأديان، وأكمله لعباده، وأتمّ به عليهم النّعمة، ورضيه لهم دينًا، فلا يقبل من أحدٍ دينًا سواه، قال الله تعالى:

{مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}

[الأحزاب:40].

وقال تعالى:

{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا}

[المائدة:3].

وقال تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ} [آل عمران:19].

وقال تعالى: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِين} [آل عمران:85].

وقد فرض الله تعالى على جميع النّاس أن يدينوا لله تعالى به، فقال مخاطبًا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُون} [الأعراف:158].

وفي صحيح مسلمٍ: عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه قال: «والّذي نفس محمّدٍ بيـده لا يسمع بي أحدٌ مـن هـذه الأمّة يهوديٌّ ولا نصرانيٌّ ثمّ يموت ولم يؤمن بالّذي أرسلت به إلّا كان من أصحاب النّار».