موسوعة المحتوى الإسلامي المترجم

الأصول الثلاثة وأدلتها (الإصدار الثاني)

ثلاثة الأصول وأدلتها

تأليف شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب

ما يجب على كل مسلم أن يتعلمه

بسم الله الرحمن الرحيم

اعلم رحمك الله أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل.

(الأولى) العلم وهو معرفة الله، ومعرفة نبيه، ومعرفة دين الإسلام بالأدلة.

(الثانية) العمل به.

(الثالثة) الدعوة إليه.

(الرابعة) الصبر على الأذى فيه، والدليل قوله تعالى: بسـم الله الرحمن الرحيم {وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)} [1] .

قال الشافعي رحمه الله تعالى: لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم.

وقال البخاري رحمه الله تعالى (جزء 1 صفحة 45):

(باب) "العلم قبل القول والعمل، والدليل قوله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ} [2] فبدأ بالعلم قبل القول والعمل ".

(اعلم) رحمك الله أنه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم هذه الثلاث مسائل والعمل بهن.

(الأولى) أن الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا بل أرسل إلينا رسولا فمن أطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار، والدليل قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ رَسُولًا (15) فَعَصَىٰ فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا (16)} [3] سورة المزمل آية 15، 16.

(الثانية) أن الله لا يرضى أن يشرك معه في عبادته أحد لا ملك مقرب ولا نبي مرسل، والدليل قوله تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [4] سورة الجن آية 18.

(الثالثة) أن من أطاع الرسول ووحد الله لا يجوز له موالاة من حاد اله ورسوله ولو كان أقرب قريب، والدليل قوله تعالى: {لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [5] سورة المجادلة آية 22.

الحنيفية ملة إبراهيم هي عبادة الله وحده

(اعلم) أرشدك الله لطاعته أن الحنيفية ملة إبراهيم أن تعبد الله وحده مخلصا له الدين! وبذلك أمر الله جميع الناس وخلقهم لها كما قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [6] ومعنى يعبدون: يوحدون.

[1] سورة العصر الآيات: ا- 3.
[2] سورة محمد آية: 19.
[3] سورة المزمل الآيتان: 15- 16.
[4] سورة الجن آية: 18.
[5] سورة المجادلة آية: 22.
[6] سورة الذاريات آية: 56.