موسوعة المحتوى الإسلامي المترجم

مالايسع المسلم جهله

مقدمة

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور وأنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد: فإن الواجب على كل مسلم تعلم ما لا يسعه جهله من أمور دينه، سواء كان ذلك في العقيدة أو العبادة أو المعاملة، ولا يجوز له الإعراض عن دين الله عز وجل لا يتعلمه ولا يعمل به.

فيلزم المسلم تعلم ما يستقيم به دينه، لكي يعبد الله عز وجل على علم، فلا يتشبه بالنصارى الذين يعملون بلا علم، ولا باليهود الذين يعلمون ولا يعملون، نسأل الله أن يجنبنا طريقهم، ونظراً لما رأيت من جهل كثير من الناس بأصول الدين، وغلبة الجهل على الكثير إلا من رحم الله عز وجل؛ رأيت أن أكتب ما يسر الله عز وجل من الأمور التي يحتاج إليها كل مسلم ومسلمة من أمور العقيدة والعبادة التي لا يُستغني عنها.

وقد قسمت هذا الكتاب إلى ثلاثة فصول: الفصل الأول: فيما يتعلق بالعقيدة. والفصل الثاني: فيما يتعلق بالعبادات. والفصل الثالث: فيما يتعلق بالمعاملات.

وأسأل الله عز وجل أن ينفع به كل طالب للحق وأن يجعله عملاً خالصًا لوجهه الكريم إنه جواد كريم.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

وكتبه: د. خالد بن حمد الخريف

الفصل الأول

ما يتعلق بالعقيدة

المطلب الأول: معنى الإسلام وأركانه

الإسلام هو: الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك وأهله.

وأركانه خمسة:

الأول: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.

الثاني: إقام الصلاة.

الثالث: إيتاء الزكاة.

الرابع: صوم رمضان.

الخامس: حج البيت الحرام لمن استطاع إليه سبيلاً.

أهمية التوحيد:

اعلم أن الله عز وجل خلق الخلق ليعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، قال تعالى: ﴿‌وَمَا ‌خَلَقْتُ ‌الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾  [الذاريات: 56]، وهذه العبادة لا يمكن معرفتها إلا بالعلم، كما قال تعالى: ﴿‌فَاعْلَمْ ‌أَنَّهُ ‌لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ﴾  [محمد: 19]، فبدأ بالعلم قبل القول والعمل، فأهم ما على المسلم تعلمه هو توحيد الله عز وجل؛ لأنه هو أصل الدين وأساسه ولا يقوم الدين إلا بالتوحيد وهذا هو أول واجب على المسلم، وهو آخر واجب، والتوحيد هو الركن الأول من أركان الإسلام التي يجب على كل مسلم معرفتها والعمل بها وهي خمسة أركان كما جاء في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان». متفق عليه.

فيجب على المسلم تعلم معنى التوحيد، وهو إفراد الله بالعبادة، فلا يشرك معه أحد في عبادته، لا مَلَك مقرب ولا نبي مرسل.