موسوعة المحتوى الإسلامي المترجم

مجموعة زاد التربية الإسلامية (1)

التربية الإسلامية (1)

سلسلة زاد العلمية:

سلسلة متكاملة تهدف إلى تقريب العلم الشرعي للراغبين فيه، وتوعية المسلم بما لا يسعه جهله من دينه، ونشرُ العلم الشرعي الرصين، القائم على كتابِ اللهِ وسنّةِ رسوله صلى الله عليه وسلم، صافيًا نقيًّا، وبطرحٍ عصريٍّ مُيسّرٍ، وبإخراجٍ احترافيِّ.

كتاب التربية الإسلامية (1):

يحتوي هذا الكتاب على بيان جملة من الحقوق الشرعية المتنوعة، وبيان منزلتها وأهميتها، مع إيضاح فقه أدائها، وإبراز ما لمراعاتها من آثار، فيعرض الكتاب لبيان حق الله تعالى، وحق النبي صلى الله عليه وسلم، وحق الصحابة رضي الله عنهم، وحق العلماء، وحق الوالدين، وحق الأولاد، وحق الزوجين، وحق ذوي الرحم، وحق الجار، وحق الضيف والمضيف، وحق الراعي والرعية.

التربية الإسلامية (1)

إعداد مجموعة زاد

الإصدار الأول

جميع الحقوق محفوظة. ولا يسمح بإعادة إصدار هذا الكتاب أو نقله في أي شكل أو واسطة، سواء أكانت إلكترونية أو ميكانيكيـــة، بما في ذلك التصوير بالنسخ (فوتوكوبي)، أو التسجيل، أو التخزين والاسترجاع، دون إذن خطي من الناشر.

كلمة الناشر

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

فإن العلم الشرعي من أهم الضرورات التي يحتاجها المسلمُ في حياته، وتحتاجُها الأمةُ كلُّها في مَسيرتِها الحضاريةِ؛ لذا جاءت النصوص الشرعية في الإعلاء من شأنه وشأنِ حامِليه، قال تعالى: ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ (آل عمران: ١٨) قال الشوكاني رحمه الله: «المرادُ بأولي العلمِ هنا علماءُ الكتابِ والسُّنةِ» وقال تعالى: ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ (طه: ١١٤)، وفي الحديث: «من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له به طريقًا إلى الجنة» رواه مسلم.

وتأتي هذه السلسلة العلمية خدمة للمجتمع، بهدف إيصال العلم الشرعي إلى الناسِ بشتّى الطُّرُقِ، وتيسير سبلهِ، وتقريبه للراغبين فيه، ونرجو أن تكون رافدة ومعينة للبرامج العلمية والقراءة الذاتية وعونًا لمن يبتغي التزود من العلم والثقافة الشرعية، سعيًا لتحقيق المقصد الأساسِ الذي هو نشرُ وترسيخُ العلمِ الشرعي الرصينِ، المبني على أسسٍ علميةٍ صحيحةٍ، وفقَ معتقدٍ سليمٍ، قائمٍ على كتابِ الله وسنةِ رسوله صلى الله عليه وسلم، ‬بشكلٍ عصريٍّ ميسَّرٍ، فنسأل الله تعالى للجميع العلم النافع والعمل الصالح والتوفيق والسداد والإخلاص.‬

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أفضل المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

فإن الله سبحانه خلق الإنسان اجتماعيًا بفطرته، يميل إلى الاختلاط بالناس، وهذا الميل الطبيعي ينشأ عنه تعارف وعلاقات مختلفة، قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ﴾ (الحجرات: 13).

ويترتب على هذا الاختلاط بالناس حقوقٌ تجب على كل إنسانٍ تجاه الآخرين، كلٌّ بحسبِ درجةِ قربِه أو بُعْدِه، فما يجب للوالدين من حقوقٍ يختلف عما يجب للزوجة، وما يجب للمسلم يختلف عما يجب لغير المسلم، وهكذا، والإنسان مطالبٌ بالتوازن في هذا الجانب بإعطاء كل ذي حق حقّه.

كما في حديث سلمان رضي الله عنه أنه قال لأبي الدرداء رضي الله عنه حينما عكف على العبادة ولم يقم بحقوق أهله: «إِنّ لِربِّك عليْك حقًّا، ولِنفْسِك عليْك حقًّا، ولِأهْلِك عليْك حقًّا، فأعْطِ كُلّ ذِي حقٍّ حقّهُ، فأتى النّبِيّ صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلِك لهُ، فقال النّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «صدق سلْمانُ» » أخرجه البخاري.