مشروع منهج زادك معلم 1
أما بعد، فإن طلب العلم من أعظم ما يجب على العبد قبل العمل، قال تعالى (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ)
وانطلاقا من أهمية العلم التي انبثقت منها رسالة جمعية الدعوة وتوعية الجاليات بالروضة في دعوة الناس إلى الإسلام بالحكمة، والموعظة الحسنة، وتوعية المسلمين بأمور دينهم عبر برامج لتعليم الجاليات وتأهيلهم الشرعي، ومنها مشروع )فقهني في ديني( الذي يقدم دورات شرعية للجاليات بسبع لغات. ورغبة في الارتقاء بهذا المشروع، تواصلت الجمعية مع شركة بصائر للاستشارات التربوية وهي متخصصة في تطوير مناهج التعليم الشرعي، فتم الاتفاق على تطوير وثيقة هذا المنهج بناء على المدخلات المقدمة من الجمعية، ثم أُلِّفت كتب المتعلم وفقًا للمستويات المحددة:
ويقابل كل كتاب للطالب دليل للمعلم يعينه على تقديم الدرس بطريقة تعليمية وتربوية فاعلة. ولقد مرّت عمليات تطوير وثيقة المنهج، وتأليف كتب المتعلمين، وأدلة المعلمين عبر مراحل من الإعداد العلمي والمراجعة الدقيقة، قام بها نخبة من المتخصصين في مناهج التعليم الشرعي.
وفي الختام، نسأل الله عز وجل أن ينفع بهذا العمل الإسلام والمسلمين، وأن يجزي بالخير والجنان كل من أسهم في إصدار هذا المنتج الجميل، ونرحب باقتراحاتكم وأفكاركم التطويرية حول هذا المنهج التعليمي من خال التواصل مع حسابات التواصل الاجتماعي، وأرقام هواتف الجمعية.
الحمد لله وحده، والصلاة والسَّلام على مَن لا نبي بعده، محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه الطيبين الطَّاهرين، وعلى مَن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين. أخي المعلم، فإن وظيفة التعليم من أشرف الوظائف؛ فهي من وظائف الأنبياء، والمصلحين، ولها دور كبر في الرقي بالمجتمع، والأمة الإسلامية.
وقد تضمنت صفحات هذا الدليل مجموعةً من العناصر في كل درس، والتي تُمثل أبرز جوانب الموقف التعليمي، ومن أهم هذه العناصر ما يلي:
وفيه الزمن المقرح للدرس، والكلمات الجديدة المراد تعلمها، والمواد التعليمية المستخدمة، والقيم والاتجاهات التي يعالجها الدرس، واستراتيجيات التدريس المقترحة.
(1) التمهيد للدرس: بقصد جذب انتباه الطاب للدرس، ويكون بعدة أساليب منها: أسئلة قصيرة تصلح لأن تكون مدخلا للدرس، أو قصة واقعية ترتبط بالدرس، أو ربط درس اليوم بالدرس السابق، أو استخدام وسيلة تعليمية....
(2) الاستنتاج: ونقصد به ما يحصله الفرد المتعلم من معارف ومفاهيم وحقائق وأحكام بعد دراسته للموضوع، وقد تضمن الدليل توقعات لاستنتاجات المتعلمين، وينبغي على المعلم أن يؤكد عليها ويوجه المتعلمين إلى كتابتها في دفاترهم.
(3) الأنشطة: ونعني به هنا تدريب الفرد المتعلم على تطبيق ما تم تعلمه واستنتاجه من الموضوع الذي درسه في مواقف جديدة من خلال تنفيذ الأنشطة التي يقصد من ورائها سد ما قد يكون من ثغرات في محتوى الدرس، وينبغي على المعلم أن يحث طلابه على تنفيذ هذه الأنشطة تحت إشرافه، ويلاحظ أن كل نشاط من هذه الأنشطة يرتبط بهدف معين ويساهم في تحقيقه. كما نهيب بالمعلمين أن يهتموا بتدريب طلابهم على كيفية تطبيق وأداء المعارف التي تعلموها من الدروس وأدائها عمليا.
(4) التقويم: ويهدف إلى قياس مدى ما تحقق من أهداف الدرس، وما لم يتحقق، وعلى ذلك يلاحظ مدى ارتباط كل سؤال من أسئلة الدرس بهدف من أهدافه، وقد تضمن هذا الدليل بعض الأجوبة لأسئلة الدروس سعياً منا إلى إثراء ثقافة المعلم.