الإسلام دين رب العالمين
ربنا هو الذي خلق السموات والأرض، وأنزل من السماء ماءً فأخرج به من الثمرات والأشجار طعاماً لنا وللحيوانات التي نتغذي عليها، وهو الذي خلقنا وخلق آباءنا، وخلق كل شيء، وهو الذي جعل الليل والنهار، وهو الذي جعل الليل وقتا للنوم والراحة، والنهار وقتا لطلب القوت والمعاش، وهو الذي سخر لنا الشمس والقمر والنجوم والبحار، وسخر لنا الحيوانات نأكل منها ونستفيد من ألبانها وأصوافها.
الرب هو الذي خلق الخلق، وهو الذي يهديهم إلى الحق والهدى، وهو الذي يدبر شؤون جميع المخلوقات، وهو الذي يرزقها، وهو المالك لكل ما في الحياة الدنيا وما في الآخرة، وكل شيء فهو ملكه وما سواه فهو مملوك له، وهو الحي الذي لا يموت ولا ينام، وهو القيوم الذي قيام كل حي بأمره، وهو الذي رحمته وسعت كل شيء، وهو الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء. ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، وهو فوق سمواته غني عن خلقه، والخلق محتاجون إليه، لا يحّل في خلقه، ولا يحلّ شيء من خلقه في ذاته سبحانه وتعالى، الرب هو الذي خلق هذا العالم المشهود بكل أنظمته المتوازنة التي لا تتخلف، سواء كانت أنظمة الجسم الإنساني والحيواني، أو أنظمة الكون من حولنا بشمسه ونجومه وسائر مكوناته.
وإن كل ما يعبد من دونه فهو لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً، فكيف يملك جلب النفع لمن عبده، أو يدفع الضر عنه.
إن حقه على جميع الناس أن يعبدوه وحده ولا يشركوا به شيئًا، فلا يعبدوا من دونه أو معه بشرًا ولا حجرًا ولا نهراً ولا جماداً ولا كوكباً ولا أي شيء، بل يجعلوا العبادة خالصة لله رب العالمين.
إن حق الناس على الله إذا عبدوه أن يمنحهم الحياة الطيبة التي يجدون فيها الأمن والأمان والسلام والطمأنينة والرضى، وفي الدار الآخرة أن يدخلهم الجنة وفيها النعيم المقيم والخلود الأبدي، وإن عصوه وخالفوا أمره جعل حياتهم شقاءً وبؤساً وإن كانوا يظنون أنهم في سعادة وراحة، وفي الآخرة يدخلهم النار التي لا يخرجون منها، ولهم فيها العذاب السرمدي، والخلود الأبدي.